responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2323
[كِتَابُ الْحُدُودِ]

(سِيمَاهُمْ) أَيْ عَلَامَتُهُمْ (التَّحْلِيقُ) أَيْ عَلَامَتُهُمْ تَنْظِيفُ الظَّاهِرِ وَتَجْرِيدُهُ عَلَى وَجْهِ الْمُبَالَغَةِ الدَّالَّةِ عَلَى كَثَافَةِ بَاطِنِهِمْ وَتَعْلِيقِهِ بِحُبِّ الْمَالِ وَالْجَاهِ (لَا يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ) أَيْ يُظْهِرُونَ الْفَسَادَ بَيْنَ الْعِبَادِ فِي كُلِّ الْبِلَادِ (حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ مَعَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ) جَزَاءُ الشَّرْطِ وَإِنَّمَا لَمْ يُؤْتَ بِالْفَاءِ ; لِأَنَّ الشَّرْطَ مَاضٍ كَذَا قَالَ أَبُو الْبَقَاءِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121] قَالَ الطِّيبِيُّ وَمَعَ هَذَا لَا بُدَّ مِنَ التَّأْوِيلِ أَيْ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُمْ شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ فَاقْتُلُوهُمْ كَمَا قَالَ طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ وَوَجْهٌ آخَرُ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْجَزَاءُ مَحْذُوفًا يَعْنِي فَاقْتُلُوهُمْ وَالْجُمْلَةُ بَعْدَهُ اسْتِئْنَافِيَّةٌ لِبَيَانِ الْمُوجِبِ ثُمَّ إِنَّهُ عَطَفَ الْخَلِيقَةَ عَلَى الْخَلْقِ فَلَا بُدَّ مِنَ الْمُغَايَرَةِ فَلَا يُحْمَلُ الشَّرُّ عَلَى التَّفْصِيلِ مُبَالَغَةً أَيْ هُمْ شَرٌّ خَلْقًا وَشَرٌّ سَجِيَّةً وَفِي عَكْسِهِ اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي (رَوَاهُ النَّسَائِيُّ) .

3554 - وَعَنْ أَبِي غَالِبٍ «رَأَى أَبُو أُمَامَةَ رُءُوسًا مَنْصُوبَةً عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ فَقَالَ: أَبُو أُمَامَةَ كِلَابُ النَّارِ شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ ثُمَّ قَرَأَ {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106] الْآيَةَ قِيلَ لِأَبِي أُمَامَةَ أَنْتَ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوَثَلَاثًا حَتَّى عَدَّ سَبْعًا مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3554 - (وَعَنْ أَبِي غَالِبٍ) قَالَ الْمُؤَلِّفُ: اسْمُهُ خَزَوَّرٌ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ أَعْتَقَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْحَضْرَمِيُّ رَوَى عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَرَوَى عَنْهُ حَمْزَةُ بْنُ رَبِيعَةَ (رَأَى أَبُو أُمَامَةَ) أَيِ الْبَاهِلِيُّ سَكَنَ مِصْرَ ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى حِمْصَ وَمَاتَ بِهَا وَكَانَ مِنَ الْمُكْثِرِينَ فِي الرِّوَايَةِ وَكَثُرَ حَدِيثُهُ عِنْدَ الشَّامِيِّينَ رَوَى عَنْهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالشَّامِ أَيْ أَبْصَرَ (رُءُوسًا) أَيْ لِلْخَوَارِجِ (مَنْصُوبَةً) أَيْ وَاقِفَةً أَوْ مَصْلُوبَةً (عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ) بِكَسْرِ الدَّالِّ وَفَتْحِ الْمِيمِ وَيُكْسَرُ أَيْ طَرِيقِهِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الدَّرَجَةُ الْمَرْقَاةُ وَالْجَمْعُ الدَّرَجُ قَالَ الطِّيبِيُّ: وَلَعَلَّ الْمُرَادَ فِي الْحَدِيثِ هَذَا لِقَوْلِهِ مَنْصُوبَةً (فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: كِلَابُ النَّارِ) خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ هُمْ كِلَابُ أَهْلِهَا أَوْ عَلَى صُورَةِ كِلَابٍ فِيهَا وَقَوْلُهُ (شَرُّ قَتْلَى) جَمْعُ قَتِيلٍ بِمَعْنَى مَقْتُولٍ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَوْ خَبَرًا بَعْدَ خَبَرٍ أَوْ بَدَلًا وَقَوْلُهُ (تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ) أَيْ وَجْهِهَا ظَرْفٌ وَقَوْلُهُ (خَيْرُ قَتْلَى) مُبْتَدَأٌ وَقَوْلُهُ (مَنْ قَتَلُوهُ) خَبَرُهُ وَكَانَ مِنَ الظَّاهِرِ الْعَكْسُ فَنُقِلَ اهْتِمَامًا كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
أَلَا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ حَيًّا وَمَيِّتًا ... أَسِيرُ سَقِيفٍ عِنْدَهَا فِي السَّلَاسِلِ
(ثُمَّ قَرَأَ {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106] الْآيَةَ قَالَ الطِّيبِيُّ: لَمَّحَ بِهِ إِلَى التَّفْصِيلِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [آل عمران: 106] أَيْ فَيُقَالُ لَهُمْ: أَكَفَرْتُمْ وَالْهَمْزَةُ لِلتَّوْبِيخِ وَالتَّعْجِيبِ مِنْ حَالِهِمْ قِيلَ: هُمُ الْمُرْتَدُّونَ، وَقِيلَ: هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ. وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ هُمُ الْخَوَارِجُ. (قَالَ) أَيْ أَبُو غَالِبٍ (لِأَبِي أُمَامَةَ أَنْتَ سَمِعْتَ؟) أَيْ هَذَا الْكَلَامَ (مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ) أَيْ أَبُو أُمَامَةَ (لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى عَدَّ سَبْعًا) وَالتَّقْدِيرُ لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مُكَرَّرًا حَدَّ الْكَثْرَةِ (مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ) .

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست